• المـــــدون الحــــــــر
Flag Counter

قائلا "عفا الله عما سلف "

الأربعاء، 7 نوفمبر 2012


هبت رياح التعبير ، وتلقف الجميع معنى أن يصرخ قوم مسلوب اللسان لاعنا الظلم والظالم في عرس جماعي أتناء شوارع وساحات تنتمي لأجساد أوطان نهشتها رتابة السكون العامر بالخوف . فكان يا مكان من ثالث ألفية الأزمان ربيع سقته دماء الشعوب .
في بلدي الحبيب ، خرجت جموع البائسين ترفع عرائض كرامة نهشتها الذئاب ، وكان قومي والحال أزلية في ذلك متعقلا رزينا ولينا جدا ، فقال ارفعوا عني صخرتكم هذه واتركوا جراحي تندمل فأنساها . أوقفوا الفساد يا أنتم .
هذا الذي بوجهه لحية بيضاء ، ناصعة بها شبه من الوقار . هذا الذي خطب فينا يسألنا من كرمنا الواسع حسن الكلام ويسر الفعل وسماحتنا القديمة ، وبيده مرر على اللحى متوعدا واعدا.
هرولنا نبحث في جدول الرموز عن رائحة اللحية ، عن مصباح . مررنا قائمة القلم ، مرغناها في واجهة الإنارة وابتسمنا .
انتظرنا فرحين ، مسمرين أمام المنعرج حتى نكون أول من يتلقى البشرى ، فكان كما كان وتهلل وجه الأقوام وعلت سمات وقار نبعه الرضا بحسن الخيار وحسن المآل . إذ نامت أعين القوم قريرة الفؤاد تصارع في محبة جموع الرؤى المتلألئة في الأحلام عن غد طال تخيله وكان يوما خرافة تحكى من الجدات .
توالت هشاشة معجزتنا بعد كل بيان ، فحلت تسعيرة الموز والتفاح حديثا للخوض محل سور مدرسة وحال قوم .
أدار ظهره ومنع مصباحه عن قوم اختاروه وتولى قبلة وثنية بها الأشباح والعفاريت فخاطبهم ببيان يسألهم الانتماء لعشيرتهم قائلا "عفا الله عما سلف " .


                           بقلم: عصام بقسيم 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
المـــــدون الحــــــــر © 2012| تعريب وتطوير : سما بلوجر