• المـــــدون الحــــــــر
Flag Counter

إله العرب من ذهب و فضة

السبت، 1 ديسمبر 2012
علي جديد
الحوار المتمدن-العدد: 3928 - 2012 / 12 / 1 - 01:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مما لا شك فيه أن معظم الإسلاميين اتفقوا على طعن الأمازيغية طعنة واحدة ليفرقوا دمها بين الدول العربية..

فالزعيم الإخواني عبد الكريم مطيع حاول بخبث منقطع النظير الإيقاع بين الملك الشاب و الأمازيغ بالنبش في التاريخ حيث ذكر الملك في رسالة له ب "يوم تألبت قبائل الحياينة و بني مطير و بني سادن و كافة القبائل البربرية المحيطة بعاصمة فاس على كره سلفك عبد الحفيظ سنة 1912 فاسقطوا عرشه لولا تدخل الاستعمار الفرنسي الذي أعاد السلطة إلى أجدادك"..

تماما كما قرأنا في جريدة "ليبراسيون" الاشتراكية حين استقبل الملك أعضاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بقيادة الأكاديمي محمد شفيق فكتبت عنوانا عريضا على صفحتها الأولى "هكذا سلم الأمازيغ على الملك" فوق صورة لهم تظهرهم لم ينحنوا له و لا قبلوا يده كما جرت و قد كان هدف الجريدة تأليب الملك الشاب على هؤلاء "المتمردين" على الطقوس المخزنية العريقة..
و كم كانت المفاجئة عظيمة حينما لم يتخذ الملك أي إجراء عقابي ضدهم.. فعلق الأمازيغ على النية المبيثة لهؤلاء بأنهم لم يكونوا خائفين أن يزج بهم في السجن لكون الملك الشاب ديمقراطي ..
جاء صعود الإسلاميين المفاجئ إلى السلطة لتسقط ورقة التوت التي كانت تستر عورتهم فلا شريعة طبقت و لا تماسيح حوكمت و لا أقليات احترمت.. فلو كان مبارك و بنعلي و القذافي أن النصيب من الكعكة وراء القصد لما واجهوا الإسلاميين بالحديد و النار..

فاتضح أن الإسلاميين أبعد ما يكونون عن أخلاق النبي الذي يدعون السير على خطاه.. فلم يكن الرسول (ص) يصف شعبا بالغباوة و لم يشتم لغته و لم يعب عليه مورد رزقه كما فعل هؤلاء.. و لم تكن له أخلاق حزب النهضة التونسية التي نافقت التوانسة الأمازيغ لتنقلب عليهم بعد حصولها على أصواتهم كما فعل الإسلامي رئيس المجلس الوطني الليبي مصطفى عبد "الخليج" الذي استمال الأمازيغ للإطاحة بالقذافي و لما قضي الأمر انقلب عليهم كالحية..

و مما لا شك فيه أن أحد الأسباب الأساسية وراء هذا السعي لإظهار الأمازيغ كأرذل خلق الله هو مخافة أن يستبدل الله بهم العرب حسب الحديث الذي يروى عن ابن مسعود –رضي الله عنه- أنه قال: أن الرسول –صلى الله عليه و اله وسلم- قال في حجة الوداع:أوصيكم بتقوى الله و بالبربر، فهم من يجيئونكم بدين الله من أعماق المغرب، و سيستبدلكم الله بهم، ثم قرأ:"إن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم" سورة محمد، آية 38..

و السبب الآخر ألا يعرف الأمازيغ ما دونه العلامة البكري عن العرب حين قال:" كنا –نحن معشر العرب- إذا اندلعت المعركة نقاتل من أجل الدرهم و الدينار، أما البربر فكانوا يقاتلون لإعلاء كلمة الله في الأرض"..

قالها البكري بصراحة مدوية عن العرب و لسان حاله يردد مع دانتي:" اتخذت إلها من ذهب و فضة: فأي فرق بينك و بين الوثني سوى أنه يعبد وثنا و أنت تعبد مئة".

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
المـــــدون الحــــــــر © 2012| تعريب وتطوير : سما بلوجر