• المـــــدون الحــــــــر
Flag Counter

العرب و الكذبة المستدامة

الخميس، 27 فبراير 2014
علي جديد 


لا شك في كون "الذكر" سيبقى إلى أن يرث الله الأرض و من عليها مصداقا لقوله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون", ولكن يساورني شك في بقاء لغة العرب لكونها ليست المقصودة هنا ب"الذكر" و لأنها ليست من فرائض الإسلام و لا حتى من سننه .. 

فليس هناك في القرآن ما يفيد بأن الآية تعني أن الله سيحافظ على الذكر الحكيم عند العرب, بل عند المسلمين مهما كانت لغاتهم, و المسلمون الآن أغلبيتهم عجم و لا يشكل العرب منهم سوى الخمس, مما يعني أن سعي العرب إلى إعطاء الانطباع أن الإسلام سيضعف بضعف العربية ما هو إلا محاولة لفرض لغتهم على الجميع باسم الإسلام, لأنهم لا يملكون من التكنولوجيا ما يغري الناس بتعلمها كالإنجليزية مثلا. ‏

فالإسلام سيبقى في حفظ الله في ماليزيا و اندونيسيا و عند الأمازيغ و الأكراد و الأفارقة و في صدور مسلمي أوروبا و أمريكا, و ستضعف العربية المفروضة بالمذكرات و بقوة المال و السلاح أو تندثر لأن "كل مفروض مرفوض", و ما الغضب و السب و التكفير من الجمعيات المدافعة عنها و التي تنموا كالفطر في كل مكان بأموال الحج و النفط إلا دليلا على أن العربية في خريف العمر.. 

فصناعة "أيفون" بسيط باستعمال العربية يكفي لإقناع الناس بحيويتها,أما تقويل الناس ما لم يقولوا فلا يخرج عن نطاق صناعة الكذب التي يعرف العالم أن العرب يتفوقون فيها, و لا أدل عن ذلك مما نشرته قناة "القصيم" السعودية في شريط أخبارها أن حاكم أبوضبي قال بأن غربيا اعتنق الإسلام حين "رآني" في المطار بدون حراسة. و لو نشرته القناة في أبريل لما خامرنا شك في كونه أكذوبة أبريل, و لكن أن يتم نشره في عز شهر ماي ف "هاد كدبة باينه", على حد تعبير الفنانة نجاة اعتابو.. 

و قد يكون هذا الغربي قد أسلم بالفعل, لأن رؤية الحكام العرب في الأماكن العامة دون أن تتوقف المواصلات البحرية و البرية و الجوية و السلكية و اللاسلكية فذلك يدعو إلى العجب. فنادرا ما ترى في ذلك اليوم الطيور و الحيوانات لأنها هي أيضا متهمة حتى تثبت براءتها. فلا حراك إلا لرجال الأمن و الجيش و "البادي غاردز" بمختلف تشكيلاتهم..

إنه معجزة حقا أن يرى أجنبي مثل هذا الحدث النادر و لا يصاب بصدمة نفسية. فالحاكم لم يقل أن الأجنبي رآه يصلي أو يؤدي مناسك الحج لأنها أمور اعتادها الناس حتى ممن يتخذها دعاية لتلميع صورته. و لكن حتى و إن كان هذا الحاكم أراد دعاية أكثر تأثيرا من تأثير قنوات بلاده التي لا تطبل إلا بمنجزاته, فلا أحد سيصدقه لأن معظم البلدان العربية شهدت و تشهد ثورات ضد من هم أقل من حكام الخليج سوءا..

كما شدد الحاكم على كون الغربي رآه بدون حراسة و لم يقل أنه رآه يؤدي طقسا من طقوس العبادة في الإسلام, لأنه يعلم أن تلك الكذبة لم تعد تنطلي على "وليدات اليوم", لأنه رغم أن الكثير من الأنبياء و الصحابة رآهم حتى بعض المقربين إليهم و هم يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة لم يدفعهم ذلك إلى اعتناق الإسلام, فأبو جهل هو عم النبي (ص) و لكنه كان ألذ أعداءه, و كان للنبي نوح ابنا لم يتبع طريقه.. 

يبدو أن الحاكم العربي بالتجائه إلى فكرة رؤيته من طرف غربي و هو يمشي بغير حراسة في مكان عمومي يريد أن يوحي لشعبه أنه بمستوى عدالة "عمر" الذي قال له الزائر الغريب حين و جده نائما تحت شجرة في العراء دون حراسة: "عدلت فنمت يا عمر"..

فما أحوج الحاكم إلى مثل هذا التشبيه "المبيت" خاصة أن العرب عرب آخرون, و الزمن زمن الثورات على الحكام الظالمين - و لو كانوا خليجيين- لعله يتق شر من لم يحسن إليهم في الإمارات العربية المتحدة "عليه"..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
المـــــدون الحــــــــر © 2012| تعريب وتطوير : سما بلوجر