• المـــــدون الحــــــــر
Flag Counter

خط التماس بين القِوادة والصحافة !

الثلاثاء، 18 فبراير 2014





بعد "صلح الحديبية" في العام السادس الهجري هناك صلح جديد سيدخل التاريخ الحْجْري، هذه المرة (من لْحْجْرْ بمعناه المغربي الدارج) و هو "صلح الحركة الشعبية".
صحفي يكتب خبرا عن رشوة قيادي بالحركة الشعبية لقيادية من نفس الحزب، تحاك حولها الأساطير و تسير الركبان بحكايا قدرتها الخارقة في "تسخان البندير" منذ أيام ولعها بالتراث الزموري\الزياني حتى احترافها ضرب الطر الحـ زبي و تمرسها في المشيخة السياسية، حسب ما يشاع.
رشا الراشي المرتشية، وفق المقال المرقوم، حتى يتمكن نائب الفقيه بنصالح من الاستوزار باسم "السنبلة" التي ترأس باسمها لجنة الداخلية و البنى التحتية بمجلس النواب لسنوات طوال رغم أن مبديع (بالياء وسط الكنية حتى لا يختلط الابديع بالإبداع) كان قد غادر السنبلة في انتخابات ماضية بعدما رفض لعنصر تمكينه من التزكية الحزبية و فضل عليه آخر.. لكن هذا موضوع آخر.
عودة الى الموضوع إذن: تبين أن الخبر الذي نشره الصحفي إما كاذب أو أن الكاتب لم يكن لديه الدليل الكافي لإثبات الخبر المنشور في "الخبر" و هو ما دفع الوزير، و معه "ولية نعمة الوزراء"، الى التلويح بورقة المتابعة القضائية و المطالبة بتعويض مادي قدره 500 مليون سنتيم تعويضا عن الأضرار المعنوية التي لحقت بملائكة الحركة الشعبية، الذين لا يأتيهم الباطل من بين يديهم ولا من خلفهم.
خوفا من الغرامة الثقيلة كتبت الجريدة عنوانا، بـ"البنط العريض"، تعتذر فيه عما نشر في الصفحة الأولى، وفقا للأعراف و انتصارا لما تقتضيه المهنية، غير أن "المتضررين" لم يجدوا في الاعتذار المنشور ما يرد الريح العاتية التي عصفت بحبات سنبلة لم تنحني تواضعا فحلفوا بأغلظ الأيمان، رغم كل محاولات الصلح، أن يذهبوا بعيدا في مسار التقاضي و دق باب المحاكم، فنحن في دولة الحق الملتصق بالقانون !
بعدما ضاق الأفق، تدخل ملاك، يلبس ثوب صحفية، فاتصل بالسيد الوزير، المجروحة كرامته، طالبا منه أن "يرخف" الحبل قليلا عن الصحفي الذي زل قلمه، فسبحان من لا يزل. قَبِل الوزير، بقدرة قادر، طلب الصحفية الجميلة، التي كان مدير نشرها أول من أشار الى علاقة الرشوة بالوزارة، فحن قلبه بعدما "قلب الطبلة" على كل مبادرات الصلح السابقة، إلا أن الوزير المبديع إبتدع سنة سيكون لها إثمها و إثم من سيعمل بها الى يوم يبعثون.
اتصلت الصحفية الملاك ببعض الزملاء تخبرهم أن حزب "الزايغ" سينظم ندوة صحفية تجيب فيها القيادة عن كل الأسئلة المرتبطة بأداء الحزب و ما يروج عن أهله و المشهد الحكومي الذي اختلطت فيه نار المصباح بعود السنابل الجاف مما ينذر بحريق سياسي. جاء الصحفيون و هم يعدون أسئلة حول الشكولاطة و" روبي" و "برلسكوني" و غيرها من المواضيع الحلوة و الشبقية التي ارتبطت بدار زنقة "باتريس لومومبا" في الأيام القليلة الأخيرة، غير أن الصدمة كانت قوية، كما قال عبد الهادي بلخياط.
بدل أن يسأل الصحفيون أهل الحركة الشعبية بادر محند لعنصر الصحفيين بالسؤال: آش حب الخاطر.. علاش جيتو.. و شنو لمطلوب منا؟ تأخر الملاك\الوسيط في الحضور فبدأ الشيطان يوسوس في صدور الحاضرين قبل أن "يُدفع" الصحفي صاحب مقال "الرشوة" الى تقديم إعتذار أمام أعضاء المكتب السياسي للحزب و الوزراء و المدراء الذين عينهم الوزراء و زملائه الصحفيين الذين اكتشفوا أن الشكولاطة لم تكن في واقع الأمر سوى "شحيمة" مرة جرت فضولهم حتى يتحولوا الى شهود على واقعة اعتذار زميلهم في قاعة سقفها الإهانة.
قدم مبديع كثيرا من الدروس، بعد واقعة الاعتذار، حول أهمية التروي في العمل الصحفي وضرورة التحري و توخي الدقة و كذلك فعل لعنصر الذي فصل في أخلاقيات الصحافة و معالم المهنية، و رغم أن مستوى الزعيمين الحزبين المدرسي متواضع جدا إلا أنهما أبانا عن معرفة دقيقة بدهاليز صاحبة الجلالة و عصامية منقطعة النظير.
أنهى الزعيمان درسهما حول أخلاقيات المهنة فخرج جمع الصحفيين و قد اكتشف البعض منهم، متأخرا، أن وراء "روبي " التي نامت يوما على سرير "برليسكوني" "روبيات" جعلن من أوراق الجرائد ملابس داخلية تنزع على أسرة العهر الحزبي كلما دعت الغريزة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
المـــــدون الحــــــــر © 2012| تعريب وتطوير : سما بلوجر